في الربيع يتغير حال الطبيعة
حيث تتوهج وتشع بالدفء وكل ذلك يصل إلى مخ الإنسان فيزداد نشاطاً ويقظة. ويترتب على ذلك زيادة حدة الإدراك للمثيرات المختلفة، فتنشط
الذاكرة في تسجيل الأحداث واستدعائها، وينشط التفكير في الربط بين الأحداث
والمعلومات وفي توليد الأفكار المختلفة، وتصبح مشاعر المرأة مرهفة سواء في اتجاه
السرور أو اتجاه الحزن .
ولكن أحياناً يزداد النشاط العقلي للمرأة بصورة لا يمكن لآلياتها الدفاعية التعامل معها فينفرط عقد الأداء العقلي وتناسقه لدى المرأة ويشذ عن المنطق المألوف ويدخل بها إلى دائرة المرض، وهذا ما نلاحظه من زيادة حدوث مرض الهوس مع دخول فصل الربيع، ويتميز هذا المرض بزيادة اليقظة وقلة النوم لدرجة تصل إلى التشتت الذي يترتب عليه سوء الفهم وخلط الخبرات السابقة.
ومن جانب آخر، فإن تعريض الجسم للضوء الطبيعي أي ضوء النهار بكثرة هو أحد أفضل
الطرق للقضاء على أعراض الإنهاك والتعب والاكتئاب المرتبطة بفصل الربيع.
وقالت أورسولا سليربرج من اتحاد الصيادلة الألمانية، إن "الضوء يحسن المزاج نظراً لأنه يحد من إفراز هرمون ميلاتونين الذي يسبب النعاس". وأضافت "هذا أحد الأسباب التي تجعل الكثير من الأشخاص يبدون في صحة جيدة بعد عودتهم من عطلة تزلج". ووسيلة أخرى لتقليص أعراض التوتر هو أخذ حمام ساخن وبارد. وتوصي سليربرج "ببدء أول ثلاث دقائق بأخذ حمام دافئ ثم نصف دقيقة من المياه الباردة".
وأفادت دراسة أن حوالي نصف البريطانيين كذلك الأمر يعانون من الاكتئاب بسبب الشتاء. وسئل أكثر من 1000 شخص عن شعورهم في الشتاء. كانت النتيجة أن 45 بالمائة منهم يشعرون بأنهم منقطعون عن العالم. وقال ثلثهم إن الطقس في الشتاء يشعرهم بالاكتئاب.
وقد أثبتت الدراسات، أن أفضل علاج لهذا المرض الموسمي هو جرعات من الضوء لإعادة ضبط تلك الساعة الخفية داخل جسم الإنسان ..ويكفي الجلوس أمام مصدر ضوئي جيد لمدة 20 دقيقة يوميا مع تهوية حجرات المنزل.